السلام عليكملعبة حرامي السيارات العربية تدرب الاطفال على الجريمة
تعد
ألعاب الكمبيوتر "البلاي ستيشن" من أكثر أنواع الألعاب شعبية لدى الأطفال
والشباب، بل إنها جذبت الكثير من الكبار من الجنسين، ونتيجة لهذا الإقبال
العالمي الكبير على هذه الألعاب فقد تنافست الشركات المصنعة لها على
ابتكار كل جديد ومثير في عالمها، وفي ظل هذا التنافس المحموم ابتكرت بعض
الشركات ألعابا إلكترونية لا تخضع لضوابط أخلاقية، إذ تمتلئ بعض ألعابها
بمشاهد القتل والتدمير والعري، وقد حذر خبراء علم النفس من الأخطار
العظيمة التي ستنتج عن انتشار مثل هذه الألعاب، وإذا كانت هذه الألعاب
عالمية لا توجه لشعب معين أو ثقافة بعينها، فإن الأخطر من ذلك هو ما ظهر
أخيرا، حيث عمدت إحدى الشركات المصنعة لهذا النوع من ألعاب العنف والإجرام
إلى طرح لعبة معروفة عالميا ولكن بنسخة عربية، وتدور أحداث هذه اللعبة حول
مجرم خطير يقوم بسرقة السيارات بالقوة والإكراه وتدمير ما يستطيع من
سيارات ومرافق عامة وقتل من يشاء بصورة بشعة إضافة إلى حرصه الشديد على
إتلاف سيارات الشرطة والتخلص منها، هذا المجرم أصبح يدعى في النسخة
العربية بـ "حرامي السيارات العربي"، ويمارس إجرامه في شوارع ترتفع فيها
لوحات تجارية بأسماء عربية، والسؤال هنا: ما خطر هذا النوع من الألعاب؟
وما دور الآباء في حماية أبنائهم منها خصوصا أن غالبية الآباء لا يكترثون
بما يشتريه أبناؤهم من أشرطة هذه اللعبة المحببة؟
عن هذه الأمور يقول
الدكتور خالد بن عبد الله الخميس أستاذ علم النفس في جامعة الملك سعود في
الرياض إن علماء النفس يجمعون على أن سلوك الطفل حساس جداً للتأثر بما
حوله من مثيرات، فما يشاهده الطفل من أفلام وأحداث تترسخ في ذهنه بصورة
سريعة. وفي إشارة لألعاب الفيديو سواء تلك التي تلعب من خلال الكمبيوتر أو
أجهزة البلاي ستيشن، فهذه الأفلام على الرغم من أنها تزيد من المهارات
الحسية الحركية إلا أنه لها توابع سلبية على سلوك الطفل وصحته، ويزداد
الأمر سوءا إذا علمنا أن الأطفال يميلون عادة لاقتناء أفلام العنف ويظن
الآباء أن تلك الألعاب تنمي مستوى ذكاء أبنائهم وتزيد مهاراتهم العلمية.
النتيجة: سلوك عدواني واضطرابات نفسية
ويسر الدكتور الخميس ما توصلت إليه بعض الأبحاث في مخاطر تلك الألعاب فيقول إنها تتمثل في التالي:
أولا:
هذه الألعاب تنمي بشكل قوي السلوك العدواني لدى الأطفال سواء كانوا أولادا
أو بنات. كما أنها تدفع المراهقين لتعزيز وتنمية سلوك الجريمة.
ثانياً:
تؤثر تلك البرامج ليس في زيادة العنف فحسب بل تضعف جانب السيطرة على سلوك
الطفل العام ويزداد لديه انفعالات الغضب والعدوان. فكثير من الأمهات
يعانين ضعف سيطرتهم على سلوك أبنائهم خصوصاً إذا كانوا ممن يلعبون بتلك
الألعاب.
ثالثاً: يزداد مستوى القلق واضطرابات النوم لدى هؤلاء الأطفال. هذا بالإضافة لضعف الانتباه وحصول التخلف الدراسي.
رابعاً: ضعف عام في صحة الطفل كأن يصاحب ذلك سمنة أو نحافة مفرطة.
خامساً:
وجدت إحدى الدراسات أن ممارسة ألعاب الفيديو (سواء العنف وغير العنف) تقلل
من مستوى ذكاء هؤلاء الأطفال مقارنة بالأطفال الذين يقتنون أجهزة
الكمبيوتر.
ويؤكد الدكتور الخميس أن هذا الملخص هو فيض من غيض لأضرار
ممارسة ألعاب العنف. ولقد وجد أن ممارسة ألعاب العنف تعزز من سلوك العنف
بدرجة تفوق مجرد مشاهدتها وذلك لأنها تتضمن تدريبا فعليا على تلك
السلوكيات.
ويتساءل الخميس: إذا كانت الأبحاث توصي بتخصيص مدة لا تزيد
عن ساعتين لمشاهدة التلفزيون فما بالك أن يمكث الطفل والمراهق أمام ألعاب
العنف مدة تزيد عن أربع أو خمس ساعات؟!
العب مع طفلك
ويقدم أستاذ
علم النفس جملة من الوصايا العامة التي أجمع عليها كثير من المختصين في
التربية وعلم النفس للتعامل مع أفلام العنف وألعاب العنف:
1- يؤكد
المختصون على ضرورة إخراج التلفزيون من غرفة الطفل وعدم توفير ألعاب فيديو
داخل غرفته؛ وذلك لأنه لا يمكن ضبط سلوك الطفل والقنوات التي يشاهدها، ولا
يمكن أيضاً التحكم أو مراقبة ما يهدره الطفل من أوقات. ولقد أثبتت دراسات
أن الطفل الذي لديه تلفزيون في غرفته لديه مشكلات دراسية وسلوكيات منحرفة
وسمنة إضافة للسلوك العدواني. لذا أخراج التلفزيون من غرفة طفلك حماية له.
وقبل إخراجه يستحسن أن تدخل معه في نقاش يستشعر فيه أنك تخاف عليه وليس
أنك تعاقبه.
2- العب مع طفلك واطلع على أنواع الألعاب الإلكترونية التي
يحرص عليها. وراقب سلوكه عن كثب، وراقب كيف يستثار من بعض الألعاب وحاول
أن تجري معه حوارا حول ما يشاهده وحاول أيضاً تصحيح أفكاره وضبط انفعالاته.
3-
ادخل مع طفلك في نقاش خاص عن سبب وجود أفلام العنف وعلى وجه الخصوص تلك
التي يطبقها عرب وحاول أن تتفهم رأيه وتعدل أفكاره وتشعره بأن دوافع منتجي
هذه الأفلام تتمثل في تكوين صورة نمطية عن العربي وأنهم بهذا يريدون تشويه
صورة العرب والمسلمين.
4- يجب عليك كأب أو أم التعرف على رموز الخطورة
لدى كل فلم يقتنيه فمثلاً E=Everybody مسموح لكل الاعمار ويفترض ألا تحوي
عنف. T=teen خاصا بالأعمار فوق 13 سنة. M=Mature خاص للكبار. وبالرغم من
ذلك يجب إدراك أن تلك المصطلحات لا يشترط أن تتناسب مع مجتمعنا لذا يجب
عليك التأكد من محتوياتها.
5- هناك مسؤولية تقع على كاهل الإعلام
العربي، فكثير من أفلام الكارتون أو الأفلام العامة في قنواتنا العربية
تبث دراما عنف وعدوان وهذه بلا شك تزيد من السلوك العدواني.
وفي إشارة
للبرامج الجديدة التي تصور عمليات عدوانية يقوم بها عرب يقول الدكتور
الخميس أن إنتاجها ليس بغريب بل هو أمر متوقع، لأنها امتداد لحملة شرسة
للتشويه ضد الإسلام والمسلمين. فتشويه صورة المسلم في دول الغرب أصبح
أمراً ظاهراً للعيان فصور القتل والإرهاب يقابلها العربي المسلم. هذا
التشويه الخطير كون صورة نمطية لدى أبنائهم إلى أن ظهر مرض نفسي جديد اسمه
فوبيا الإسلام. فإذا وصل التشويه إلى هذا الحد فلا غرابة إذن أن تخرج لعبة
إلكترونية تصور العربي بأنه سفاح مجرم, بل هو تحصيل حاصل.
ويرى
الدكتور الخميس أن انتشار مثل تلك الألعاب بين أبناء العرب أمر متوقع
أيضاً لأن ذلك ضريبة العولمة وتداخل الشعوب والحضارات. ويؤكد أنه ليس
بإمكاننا أمام الانفتاح الحضاري أن نستورد ما نريد وأن ندع ما لا نريد من
تلك البرامج؛ لأن الواقع يشهد أن الغزو التقني والفضائي اجتاح العالم
بأسره ومن يمتلك الفضاء والتقنية يمتلك قوى التأثير. لذلك يرى الخميس أن
الحل لا يكمن في منع تلك البرامج. وإنما في ضبط طريقة التعامل مع تلك
الأفلام مع أطفالنا على وجه الخصوص وفهم المعنى من إنتاج تلك الألعاب