السلام عليكم
أكد رئيس قطاع كرة القدم حول العالم
بشركة أوكتاقون البريطانية (إحدى أكبر شركات الاستثمار الرياضي في العالم)
فيل كارلنج أن الاستثمار الرياضي السعودي يسير في الطريق الصحيح وأن شراكة
موبايلي ونادي الهلال تمثل نواة ومستقبل العمل الاستثماري الرياضي
السعودي. وقال كارلنج في حديثه لـ«الرياضية» بعيد مباشرته للعمل الفعلي
لتطوير عقد الشراكة الذي يجمع موبايلي بنادي الهلال وبالقطاعات الرياضية
المختلفة :« نحن الآن نسعى لإعداد دراسة كاملة تشمل السوق الرياضية
السعودية بكافة قطاعاتها». وأضاف :«السوق السعودية خصبة والعمل بها سيكون
ممتعا وشيقا ولنا العديد من الخبرات التي سنقدمها»، كما أشار الخبير
البريطاني إلى أن نادي الهلال لن يحقق تطوراً كبيراً خلال الثلاث سنوات
المقبلة فيما يخص الأرباح المالية ولكنه سيحقق الكثير في مجال تطوير العمل
الإداري والاستثماري وسيبني قاعدة عمل تقوده للعالمية وتطور مدخولاته أما
العشر سنوات المقبلة فهي كفيلة بجعل الهلال منافساً في أرباحه للعديد من
الأندية العالمية.. كل هذا وأكثر في ثنايا الحديث التالي:
ـ ماهي الخلفية التي تحملها معك وأنت تستعد للعمل بشكل مباشر في الاستثمار الرياضي السعودي أم أنك تعتمد على خبرتك الأوروبية؟
ما أحمله هو خبرتي الخاصة من خلال عملي كرئيس للكرة فـي شركـــة
(أوكـــتاقون) العـالمية وكرئيس المكتب التجاري في نادي أرسنال
الإنـجليــــزي هي العنـــصر الأساسي لي في الدخول والعمل في الاســتثمار
الريـــــاضي السعودي عن طريق شركة موبايلي وشراكتها الاستثمارية مع نادي
الهلال السعودي وسنسخر هذه الشراكة للتواصل مع المجتمع ونحن لدينا العديد
من الأفكار التي كنا قد عملنا عليها في العديد من الدول والتي نتوقع أن
تحقق نجاحاً كبيراً في السوق الرياضية السعودية. وكما هو واضح لدينا أن
السعودية سوق خصبة للعمل الاستثماري الرياضي ويوجد لديكم إعلام رياضي يخدم
هذا الجانب وكرة قدم قوية وهذه عناصر مهمة بالإضافة للجمهور الرياضي خاصة
أن كرة القدم تتغلغل في قلوب المجتمع السعودي وهذا عنصر مهم جداً لكي ينجح
العمل والاستثمار فإذا كانت عناصر الاستثمار متوفرة فالنجاح بدون شك
مضمون.
ـ كيف يمكن لك أن تحـــدد أن الســعودية أرض خصـــبة للاستـــــثمار الرياضي؟
اتضـــــح لنــا أن هنــاك منافسة قــوية بين القـــطاعات الرياضية بشكل
عام والـشركات المتخــــصصة في الاسـتثمار الرياضي وهناك طلب عال على
مشاهدة الرياضة وعدد من الألعاب وعن طريق مسح سريع للرياضة السعودية تجد
أن هناك مباريات كبيرة تحضر فيها الجماهير ما بين 50 و60 ألف متفرج وهذا
عدد كبير والحضور المتواصل للرياضة السعودية في عدد من البطولات العالمية
وهذا مهم جداً.
ـ ما هي الأفكار الجديدة التي أحضرتها وتريد تطبيقها في السوق الرياضية السعودية من خلال عقد نادي الهلال؟
الارتباط مع شركة اتصالات يجعلك تعمل في إطار نواحي معينة وتطور هذا العمل
فنحن الآن نستطيع العمل من خلال خدمات الاتصال التقليدية مثل التلفزيون
والراديو وزيادة النمو من خلال التواصل عن طريق الهواتف المحمولة.
ـ هل تعلم أن النقل التلفزيوني ليس من صلاحيات النادي؟
نعم هذا صحيح وهو مرتكز العمل الاستثماري ونحن نتوقع ذلك لأن هذا يحدث
لدينا في أوروبا بأن الفرق لا تتحكم في النقل التلفزيوني ونحن سنبحث عن
الفرص الأخرى وتتمثل في تطوير صور اللاعبين والمقابلات الشخصية وتطوير عام
للمادة الإعلامية التي تخدم الجمهور وسنطور كل ما يخص التواصل الإعلامي
سواء عن الطريق الإنترنت أو الهواتف المحمولة أو عن طريق أي وسيلة نحن لا
نملك كل الأفكار ولكننا سنحرك السوق هنا ونغير العديد من المفاهيم وسنقدم
كل التقنيات الحديثة وتسخير كل جديد لخدمة الجمهور والسوق السعودي أعتقد
أنه يساوي السوق الأوروبية.
ـ هل نحن نتحدث عن تطوير برامج عمل أم مشاريع لها عوائد مالية كبيرة؟
أعتقد أن الأمر المهم الآن هو أن نطور العمل لكي نستطيع أن نحقق الأرباح
نحن نعلم أن البطولة الحقيقية هو أن نجعل الجماهير أكثر تواصلا مع الفريق
وكيف نطور المنتج الذي يحتاجه الجمهور علماً أن الجمهور هو من يحدد قيمة
الفريق والربح أيضاً نحن كما قلت نسعى للجانبين التطوير وتحقيق الربح بكل
ما هو متاح والأرباح والمال يزيد من التطور الفني للفريق.
ـ يعني إسعاد الجمهور هو الهدف الرئيسي لكم؟
نعم هذا صحيح الجمهور الرياضي وإسعاده هو الهدف الرئيسي لنا ومن خلاله
نستطيع أن نحقق الربح التجاري فهم أساس الاستثمار والإدارة لن تكون ناجحة
إلا عندما يكون الجمهور الرياضي سعيدا بما تقدمه هذه الإدارة أو تلك لهم.
ـ هناك أسس تجارية مهمة في أوروبا تقوم على أساس منتجات محرمة لدينا مثل
الكحول والمراهنات وغيرها ماهي البدائل التي تتفق مع المجتمع السعودي؟
ما ذكرته ليست أسسا يقوم عليها العمل الاستثماري في أوروبا ولعلي هنا
أخالفك الرأي تماماً بل هي من ضمن الأعمال الاستثمارية نحن لدينا 30% من
التلفزيون و30% عن طريق التذاكر و30% من المبيعات للمنتجات كالقبعات
والقمصان والرعاية تأخذ ما نسبته 5و10% من قيمة الاستثمار الرياضي ككل و15
أو 20 % في بعض الأندية تأتي عن طريق الكحول والمراهنات وهناك دول تقف ضد
الاستثمار الذي يدخل فيه الكحول مثل فرنسا والكثير من الأندية تراجع نفسها
فيما يخص الكحول وتبحث عن منتجات تحل محلها. ونحن نعلم بنظام السعودية وأن
ذلك محرم بها ولكن توجد هناك بدائل ممتازة تمثل ثقلا إعلاميا وإعلانيا
كبيرين.
ـ هل ستعمل على مسح شامل للرياضة السعودية وتحديد نقاط الضعف والقوة في الجانب الاستثماري؟
نعم وبشكل عام ونحن نحتاج لشهرين لعمل هذه الدراسة ونقدمها لشركة موبايلي
كدراسة جادة تحدد عوامل القوة والضعف في الاستثمار الرياضي بشكل عام.
ـ قمت بزيارة لنادي الهلال هل وجدتم ما هو مختلف عن الأندية الأوربية وماذا تحتاج أنديتنا في منشآتها؟
وجدنا جودة عالية للمرافق الخاصة بالنادي سواء من غرف لاعبين ومسابح
وملاعب وغيرها وأعتبرها من جيد إلى جيد جداً ولكن هناك أندية أوروبية
عالمية كبيرة مثل ريال مدريد والأرسنال تختلف ومتطورة بشكل أكبر ولكن تلك
الأندية لديها دخل يصل إلى 400 مليــــون دولار سنـــوياً وهــذا دخــل
نادي مانشستر يونايتد وأعتقد أنه فــي حالة تواجد مبالغ مثل هذه تستطيع أن
تتوسع بشكل أكبر ولكن ما شاهدناه يدل على تطور رياضي رائع في السعودية وهي
تمتلك الأمور الأساسية التي نحتاجها في الاستثمار.
نخبة الأندية في أوروبا تمتلك ملاعب خاصة بها وهذا يفتح أفاقا كبيرة جداً
للعمل الاستثماري ولكن يبقى الفريق الهلالي يملك قوة في عدد من الجوانب
ومنها المنشآت الرياضية، وما يحتاجه نادي الهلال الآن العمل على إيجاد
موظفين محترفين يعملون على مدار الساعة وهذا ما يحدث في الأندية الكبيرة.
ـ ذكرت أن نادي مانشستر يونايتد دخله يصل لـ 400 مليون دولار الهلال بعد سنة أو سنتين أو ثلاث إلى كم تتوقع أن يصل دخله؟
لكي أكون واقعياً لا أتوقع أن يكون هناك فرق شاسع ولكن المهم هو إيجاد
أساس قوي يستمر لفترات بعيدة المدى وأعتقد أن هناك فرصة للهلال بأن يكون
عالمياً ولكن يحتاج لما يقارب عشر سنوات.
ـ أنت تطالب بموظفين محترفين فهل تعلم أنه لايوجد ولا موظف محترف لدينا في الأندية؟
نعم أعلم بذلك وأعرف أنهم متطوعون وهذا لا يشكل عائقا ولكن الاحتراف جزء
من منظومة تطوير العمل عندما بدأت العمل في نادي أرسنال كان الدخل السنوي
7 ملايين دولار واليوم يصل لما يقارب 400 مليون دولار وهذا التطور والتحول
أحتاج لـ 15 سنة فقط والتغير بدأ تدريجياً ولم يكن دفعة واحدة. عليكم ألا
تستعجلوا فلديكم البنية الأساسية للعمل الناجح ولكن أي تطور في أي مجال
يحتاج للوقت والعمل الجاد والحـــــقوق الإعــلانية هي الأخرى تتطور
تدريجياً وأعتقد أن الجميع في السعودية لاحظ هذا الأمر خلال السنوات
الأخيرة كما سمـــعت لذا الـــرياضة السعودية تعيش الطفرة الرياضية الآن
وهي طريقها للتطور المستمر.
ـ ما هي أهم المشاريع التي ستعمل عليها خلال الفترة المقبلة؟
هناك مشروعان أساسيان الأول تقديم إستراتيجية كاملة عن الرياضة السعودية
بشكل عام وذلك لاستحواذ موبايلي على أملاك رياضية كثيرة والهلال هو عامل
مهم ورئيسي في إستراتيجيتنا وكيف نستطيع تطويره من ناحية الهرم الوظيفي
وتفعيل دور الجمهور الرياضي والحقوق الإعلانية والتسويق الرياضي وغيرها من
الجوانب لكي نجعل الهلال جزءا لا يتجزأ من حياة الجمهور